لا يمنع خيراً "فكم بالحري أبوكم الذي في السماوات يهب خيرات للذين يسألونه" (مت 7: 11 ) هنا يصوَّر الله كأب يعطى لأولاده. وفى الأقوال الـمُشابهة لهذه في( لوقا11: 5-13)يضيف الرب صورة أخرى إذ يصوّر الله كصديق يعطى صديقه. ويا لها من صور رائعة تملأ القلب ثقة وسكينة! نلاحظ أن الابن هنا لم يطلب من أبيه ما لم يكن محتاجاً إليه. فهو لم يفعل مثل الابن الضال في(لوقا15: 11 )الذي طلب ردياً لكي ينفق في لذاته (يع 4: 3 )، بل طلب من أبيه شيئاً مجيداً هو محتاج إليه. والمسيح يعلـِّق على المثل قائلاً "فكم بالحري أبوكم الذي في السماوات يهب خيرات للذين يسألونه" - الأمر الذي نفهم منه أن الآب لا يهب لأولاده إلا الخير، والخير فقط. ولعل هذا يعطينا تفسيراً عن سبب عدم إجابة الله أحياناً لبعض ما نطلبه منه. فالأب البشرى لا يعطى ابنه حجراً ولا حية. والله لا يعطى المؤمنين ما ينتج عنه الضرر أو الخطر. فإذا علم الله في حكمته أن ما نطلبه منه ليس لخيرنا، فإنه لن يعطيه لنا. قال أحد القديسين: لو أن الله وعد بأن يعطيني كل ما أطلبه منه في الصلاة دون قيد أو شرط، ما كنت أجرؤ مطلقاً على الصلاة، لأنه كيف أضمن الحكمة الكافية لأطلب شيئاً من الله؟ إن الصلاة في مثل هذه الحالة كانت تصبح عبئاً لا يُحتمل، أثقل من أن يحمله إنسان محدود الحكمة نظيرنا. فلو أن الله كان سيعطينا كل ما نطلبه منه، وبنفس الأسلوب الذي طلبناه منه؛ كيف كنا نتحمل التبعات الثقيلة التي ستتلو اقترابنا إلى الله في الصلاة!! إننا نشكره من كل قلوبنا لأنه صالح وحكيم! صالح لا يعطى إلا العطايا الجيدة، وحكيم يعرف متى وكيف يعطى. وإننا إذ نستعرض الماضي نتذكر أننا طلبنا من الله أشياء يعطيها لنا أو يفعلها معنا، وكنا نعتقد في وقت طلبها أنها الخير الخالص لنا. ومرَّت الأيام .. وإذ ينظر المؤمن إلى الوراء فإنه يشكر الله لأنه لم يفعل هذا الطلب أو ذاك، وأنه أغلق بعض الأبواب أمام وجوهنا. ساعتها صار لهذا العدد من الترنيمة طعماً لذيذاً في أفواهنا ونحن نترنم به: مبحكمة يعــمل وذا هو الأفضل لـحُكمه الأمثل تواضعي نفسي
قال المعترض: جاء في متي 31:6 "فلا تهتموا قائلين ماذا نأكل أو ماذا نشرب أو ماذا نلبس؟" ولكن جاء في 2تسالونيكي 12:3 " فمثل هؤلاء نوصيهم ونعظهم بربنا يسوع المسيح أن يشتغلوا بهدوء ويأكلوا خبز أنفسهم ". يظهر هنا كأن المسيح يعلّم عدم التدبير، بينما بولس يلوم علي هذا". وللرد نقول: لم يقصد المسيح في متي31:6-34 أن يعلمنا الكسل والأهمال والإسراف، وإنما يوصينا أن ل نشغل قلوبنا بهموم هذه الحياة. وهذا مانستفيده نت آيات كثيرة في العهدين القديم والجديد، فيقول مزمور 2:127 "باطل هو لكم أن تبكروا إلي القيام، مؤخرين الجلوس، آكلين خبز الأتعاب. لكنه يعطي حبيبه نوماً". ويقول مزمور 22:55 " ألق علي الرب همك فهو يعولك، لايدع الصديق يتزعزع الي الأبد". ونقرأفي فليبي 6:4 " لاتهتموا بشئ ، بل في كل شئ بالصلاة والدعاء مع الشكر لتعلم طلباتكم لدي الله". ثم أن 2تسالونيكي 12:3 "لا يعلم الطمع أو البخل أو اشتهاء الأشياء الأرضية، بل يحرض المؤمنين علي الاجتهاد في العمل حتي لا يفتقروا فيصبحون عالة علي الآخرين". فنري أن هاتين الآيتين تتكلمان عن وجهين لموضوع واحد. فالمسيح ينهي عن اشتهاء الأشياء الأرضية والسعى وراءها، وبولس ينهي عن التقاعد والكسل.
لا تمت إعتاد بعض الجنود، في إحد فرق الجيش الفرنسي، على إحداث شغب ليس بقليل لفترة طويلة. وذلك بسبب تساهل قائد تلك الفرقة، الذي لم يكترث بهذا الشغب، ولا للبحث عن من هو الجندي الذي يحدث ذلك الشغب. لدى وصول الخبر الى القيادة العامة، قررت القيادة العامة، إستبدال قائد تلك الفرقة بقائد صارم وحازم، بغية ضبط الفرقة وإلزامها على التقيد بالقاونين.لكن، بالرغم من ذلك الإجراء لم يكف الشغب في تلك الفرقة. ومرة من المرات حدث الكثير من الشغب. أحضر الضابط المسؤول، كل عساكر الخيمة، طالبا منهم أن يعترفوا لديه عن الذي أحدث هذا الشغب الكبير. لكن لم يكن من مجيب. إذ كان الكثير منهم غير مدرك عن من يصنع ذلك الشغب، أما البقية ففضلوا الصمت على ذكر إسم هذا الجندي المشاغب، لأن العقاب كان شديدا للغاية. كرر الضابط السؤال عدة مرات... من الذي أحدث هذا الشغب؟ لكن لم يجب أحد... أخيرا تقدم جندي نحيف البنية، وتبدو على صحته الضعف، وقال للضابط : يا سيدي أنا لست اعرف الجندي الذي أحدث هذا الشغب، لكنني مستعد أن آخذ العقاب بدلا عنه. نظر الضابط الى ذلك الجندي الضعيف، وقال له، يا ريمون، هل تدرك ما هو العقاب الذي سيلحق بك؟ أجاب ريمون لا يا سيدي الضابط؟ أجاب الضابط، إني أخاف عليك، ربما لا تستطيع التحمل... ثم توجه بالسوأل مرة أخيرة مضيفا. ألا يستطع الجندي الذي أحدث الشغب أن تكون لديه الشهامة بأن يعترف بذنبه حتى لا يعاقب هذا البريء بدلا منه. لكن، لم يكن من مجيب... جمع ذلك الضابط كل الكتيبة في حلقة دائرية، ثم أمر بوضع ريمون في الوسط، بعد أن ربط يديه وكشف ظهره، ثم أحضر سوطا كبيرا، وشرع في جلد ذلك الجندي البريء. ابتدأت الضربات تنهال على ظهر ذلك الجندي الشهم، وهو يئن مع كل لسعة من ذلك السوط الذي إبتداء يأكل ظهره، إلى أن فقد ذلك الجندي وعيه ساقطا في غيبوبة، والكل ينظر لما يحدث، وقد نشف ريقهم، لدى المنظر المؤلم. وفجأت صرخ أحد الجنود من الصف قائلا. انا هو ... انا هو المشاغب... اضربني أنا يا حضرة الضابط... أن ريمون بريء... أنا هو الذي يستحق العقاب... نظر الضابط بتمعن إلى وجه ذلك الجندي، ثم أجاب: يا سيد جان، لقد أخذ رفيقك ريمون العقوبة عوضا عنك، فلا يمكنني الآن أن أعاقبك انت ايضا، وإلا فتكون عقوبة ريمون من دون سبب. لا يمكن أن نعقاب مرتين، عن ذنب واحد. تأئر جان جدا، مما فعله رفيقه ريمون. مرة الأيام ولم تتحسن أمور ريمون كثيرا، فأخذت جروحه تلتهب، وساءت حالته كثيرا... كان جان يزوره في كل يوم، ويقول له: لماذا فعلت هذا يا ريمون... فيقول له ريمون... إنني يا جان حملت عنك عقوبة ذنب واحد، لكن المسيح حمل عني عقوبة خطاياي كلها. وأنت يا جان، إن آمنت بالرب يسوع، وتبت عن خطاياك، يحمل عنك كل عقوبات ذنوبك. فهل تتوب يا جان عن خطاياك وتطلب منه أن يغفر خطاياك؟ لم تمضي أيام قليلة، حتى مات ذلك الجندي الشاب ريمون... نعم لقد مات ريمون عوضا عن رفيقه جان... هذا جعل جان يجثو على ركبتيه، مدركا ما فعله المسيح من أجله، معترفا بذنوبه أمام المسيح، وتائبا عن خطاياه. مات البار من أجل الأثمة، محبة بهم، مات عنك لا تمت... فهل قبلت موت المسيح عنك وهل طلبت أن يغفر خطاياك... لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكى لايهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية( يوحنا 3: 16 )
القديس أوسابيوس أسقف (بابا) روما، كان من أصل يوناني، ابن طبيب، اُختير خلفاً للأسقف مارسيلليوس الذي لم يبق في الأسقفية سوى عدة شهور. في عهده ثارت مناقشات حادة في روما حول موقف الجاحدين في أيام دقلديانوس الراغبين في العودة، أدت إلى انقسامات عنيفة داخل الكنيسة، فقد أقام هيراقليوس حزباً يخالف الأنبا أوسابيوس في هذا الأمر، إذ طلب الفريق الأول ضم الجاحدين إلى الكنيسة وتمتعهم بالأسرار دون عقوبة، ويبدو أن هيراقليوس نفسه كان أحد الجاحدين الراجعين إلى الإيمان. هذا الانقسام في الفكر أدى إلى انقسام خطير بين صفوف المؤمنين أنفسهم، الأمر الذي دفع الإمبراطور مكسنتيوس أن يستبعد الأنبا أوسابيوس وهيراقليوس من المدينة. تنيح في منفاه Sicily لذا حسبه البعض شهيداً، وكانت نياحته تقريبا في 17 أغسطس سنة 310م...
إذا اردنا أن ننظر الى الجنس من وجهة نظر الله علينا أن نعود الى البداية :" وجبل الرب الاله ادم تراباً من الارض . ونفخ فى انفة نسمة حياة . فصار ادم نفسا حياة .(تكوين 7:2 ) كان ادم ذروة خطة الله للخليقة : " وراى الله كل ما عمله فإذا هو حسن جدا ." (تكوين 31:1) . ولكن بعد أن خلق الله ادم لاحظ أن شيئاً ما ليس جيداً :" وقال الرب الاله ليس جيدا ً أن يكون آدم وحده فاصنع لة معيناً نظيره ." (تكوين 18:2 ) فمع ان خليقة الله كانت جيدة الا انها لم تكن كاملة . كان الله قد " خلق الانسان على صورته "(تكوين 27:1) وهذا ما جعل الانسان كائناً اجتماعياً لأن الله هو كائن اجتماعى . إن أى انسان خلق " على صوره الله " لديه القدرة التى يمنحه اياها الله ليقيم علاقات مع الله ومع الآخرين مثله . فمع أن خليقة الله كانت جيدة الإ انه لم يكن حسناً ان يكون الانسان وحده . من الجدير بالاهتمام ان الله لم يحل مشكلة وجود ادم وحدة بخلق رجال اخرين مثله . ولكنه بدلاً عن ذلك خلق المرأة : " كانت حواء مثل ادم ولكنها تختلف عنه . كانت من ذات الطبيعة البشرية ولكنها من نوع اجتماعى اخر . كان الرجل والمراة متساويين ولكنهما مختلفان . لم تكن وحدتهما تماثلا ينبع من تشابههما ولكنها كانت وحدة تسمو على الفروقات . اذن بظهور النوع الثانى , اى حواء اكتملت خليقة الله . من الاهمية بمكان ان يشعر الشبيبة بالرضى كونهم ذكورا واناثاً ، وان يقبلوا مشاعرهم الجنسية كعطية من الله . قال كاتب المزامير :" احمدك من اجل انى قد امتزت عجبا ً .(مزمور 14:139) لذلك يجب ان نشكر الله لانه خلق لنا أجسادنا بأعضائها ودوافعها الجنسية . اذن لا يوجد ما يدفعنا الى الخجل فمنذ البداية , المشاعر الجنسية البشرية هى انعكاس لشخصية الله , ووجودها وصف بانه جيد . تشكيل العناصر الثلاثة التالية النظرة الاساسية للكتاب المقدس نحو الجنس : 1- خلق الله الجنس ويريد الناس ان يتمتعوا به بشكل كامل . 2- هدف الاتصال الجنسى هو ان يحقق : • الانجاب ( بهدف انجاب الاولاد وتشكيل العائلة ). • التماثل (بهدف تنمية الوحدة بين الزوج والزوجة فى ثلاثة ابعاد هامة – الجسدية والنفسية والروحية .) • الاستمتاع (بهدف الحصول على المتعة واللذة ) . 3- صمم الله الجنس من اجل الزواج اى ليمارس بين الزوج والزوجة . عندما يتم اختبار الجنس بحسب خطه الله , وضمن حدود الزواج , يحصل الزوجان على المتعة القصوى . اذن , ضمن التزام الزواج , وبدون الشعور بالذنب او الخجل او عدم الامان ، يصبح الاتصال الجنسى عملا ممتعا وجميلاً .
ذهبت مصر لكأس العالم 2014 بمعجزة.. وفرحنا لفترة.. وحين اقتربت البطولة.. داعبنا الأمل والرغبة في العبور من الدور الأول.. وبعد أداء جيد في المباراتين الأوليتين، أصبح الشعب لا يقبل بديلاً عن عبور الدور الأول (مثلما حدث في كأس العالم للقارات 2010 بعدما هزمنا إيطاليا وفاجأنا البرازيل). وبعد عبور الدور الأول فرحنا، راحت الرغبة والأمل تنمو وتتمني بل تطالب بعبور الدور الثاني، وبعد العبور من دور لدور أصبح هناك مطلب شعبي بالحصول على كأس العالم وعدم اهدار الفرصة، وببساطة، نستطيع أن نري أن المنتخب المصري لو ذهب لكأس العالم سيملكنا الإحباط في أي حالة غير حصوله على البطولة، وبنفس المنهج… ستتعالى الصيحات المتألمة الملآنة حسرة: مش لو كان “أبو تريكة” ما ضيعش الكورة السهلة كنا عدينا الدور الأول؟ حاجة تشل! أو لو كان “شريف اكرامي” صد الكورة السهلة كنا وصلنا القبل النهائي، حاجة تجيب المرض! أو لو كان المدرب الملعون لعب بخطة أحسن…مش كنا أخدنا كأس العالم؟ حاجة تقرف! وحين نفوز بكأس العالم… سنغضب جداً لو لم نفوز بالكأس التالية. ومن المؤكد أنه بعد تحقيق كأسين عالم متتالين سيكون من الضروري أن نكمل الثلاثية. لا تظن أني ابالغ، فقد فعلنا ذلك حين أخفقنا في كأس الأمم الأفريقية الرابعة، وأقلنا المدرب وغضبنا من اللاعبين، وبات من الواضح أننا لا يرضينا إلا الفوز بالكأس للأبد. وتبقي تلك الدائرة اللعينة مغلقة بلا حل: “ حلم… أمل… محاولات… نجاح لا يرضي.. اخفاق… غضب… أمل… محاولات…نجاح لا يرضي… إخفاق… غضب” وهكذا للأبد… وإذ بالحلم الذي يعني الفرح والنجاح والتحليق والأماني العالية، يتحول لسور وحصن وسجن كريه من الفشل والمرار والحزن. كيف يمكن أن يحدث هذا؟ كيف يمكن أن يتحول الحلم لسجن؟ الحلم بالطبع ليس جريمة، لكن المشكلة تحدث في نوعية سائدة من الأحلام اسمها “الأحلام التنافسية”، والتي مقياسها هو الفارق بيني وبين الآخرين، ومدي تفوقي عنهم، في تلك النوعية من الأحلام، النجاح لا يعتمد فقط علي قدرتي أو علي ما أحتاجه، بل علي قدرة الآخرين الموجودة خارج حدود سيطرتي وما يريدونه والذي ربما لا أحتاجه، فيصبح تحقيق الحلم يعتمد علي تنمية قدراتي لتكون أعلي من الأخرين، وربما تعطيل الآخرين! ويصبح الهدف ليس تحقيق أمر أحتاجه بل التفوق علي الآخرين، نعم ربما تكون محتاج لتحقيق أمر ما بطريقة معينة، لكن روح التنافس تجعلك تريد تحقيق ثلاثة أو أربع أضعاف ما تحتاجه بحق، لمجرد فكرة الرغبة في التفوق علي الآخرين، بل ولعلنا نصبح مثل الصورة الموجودة اعلاه، نتسلق سلم لمجرد أن نصل أعلي من الأخرين وقبلهم، نصل لأين؟ لا يهم.. المهم التفوق عليهم! تلك الأحلام التنافسية في الغالب تستنزف جميع طاقاته الإنسان وتجعله تدريجياً مبتلعاً من روح التنافس، ومستعبد لها، وتسبب له توتراً ونزيفاً معنوياً، إما لضعف قدراته، أو لروعة قدرات المنافسين، وحينها يتحول الحلم من نعمة لنقمة، بل تلك الطريقة في التعامل مع الحلم تكون هي سبب فشل تحقيقه وتشوهه، وسبب تعاسة وذل ومرار يصنعهما الإنسان لنفسه، ويفسد بها حلمه الذي لا أعتقد أن كان تنافسي. لندخل قليلاً للعمق ونحاول فهم أنفسنا… ربما في مباره كرة قدم.. رأينا وعكسنا على المستوي الجماعي ما يحيياه كل منا في عالمه الفردي الخاص، ولنحاول معاً أن ننظر لحالنا كشعب.. سنجد أن الرغبة الشديدة في الوصول لكأس العالم على مستوي شعب هي نفس الرغبة الفردية الشديدة الموجودة داخلنا كأفراد في تحقيق ذواتنا والترقي والنجاح والارتفاع فوق الآخرين وسحقهم، ربما في العمل، أو الشهرة، أو في موهبة ما، أو في أي مجال من مجالات الحياة، روح التنافس قائمة وكثيراً ما تجتاح الإنسان وتسيطر عليه، وحين تتملك كيانه، تدريجياً يصبح مستعبد لها، مستعبد للخوف من الفشل، ومستعبد لنشوة روعة التفوق علي الآخرين، ونفسه تتمزق بين تطرفي الخوف من فقدان الحلم والرغبة في تحقيقه. وحينها يتحرك الإنسان مقيداً لا يري شيء في الكون إلا تحقيق التفوق علي الآخرين، وربما يكون مستعد لفعل كل الوسائل الشريفة وربما الغير شريفة للوصول لذلك، لا يهم.. المهم.. التفوق علي الآخرين حتي لو لم أكن احتاجه أو عن كان غير ضروري لحياتي. وتدريجياً، يصاب الإنسان بالعمي.. نعم.. يمكن أن يعميك الحلم التنافسي فلا تري غيره، يعميك عن الفرح والرضا بإنجازات رائعة لكنها أقل، يعميك ويجعلك غير راض.. لا يرضيك مثلاُ 3 كؤوس أمم افريقية متواصلة، ولا يرضيك هزيمة بطل العالم في 2010، كل ذلك لا شيء، فقد سبب الحلم التنافسي عمي، وحول ما يمكن أن يعزيك ويفرحك، لأمر يزيد مرارك، وبدلاً من أن تقول هدوء وقبول: “الحمد لله على الأقل فعلنا كذا وكذا”، تجد أن الحلم سبب عمي وتجد نفسك تقول في غضب ومرارة: يعني نعمل كل دا.. وبرضه ما نروحش كاس العالم.. حرام. أتعلم لماذا لم يستنكر الأغلبية ردود الأفعال العنيفة نحو فريق كرة القدم المصري بعد هزيمته من غانا؟ السبب بسيط جداً!! نحن نفعل ذلك كل يوم! نفعله مثلاً في اعمالنا؟ وبنفس الطريقة، لا يرضينا منصبًا جيدًا في العمل ولا يرضينا دخل مقبول، ونعيش في توتر وشد وعصبية لاهثين خلف المنصب الأعلى فالأعلى فالأعلى؟ عيوننا مثبتة علي أين نحن من الآخرين وأين هم منا، ونفقد الفرح بنجاحات حققناها في الطريق بسبب اللهث خلف نجاح أعظم لا نصل إليه؟ وبسبب قياس نجاحنا على الآخرين، وكنتيجة لذلك، نكون متوترين.. عصبيين.. متمررين.. وعميان عن أمور مفرحة، وحزاني لأجل عدم تحقيق حلم جعلنا المسافة بين اقدامنا وبين تحقيقه ثابتة لا تتغير! ليس هذا فقط، بل يمكن أن يعميك الحلم فلا تلتمس عذر لنفسك ولغيرك، لا تلتمس عذر للاعبين لا يلعبون لثلاث سنوات. فقد صرت مبتلعاً من رغبة التنافس ولا عذر مقبول أمام الإخفاق سواء لك ولغيرك، وخطأ واحد يعني انهيار كل إنجازات الشخص والمجموعة. وحينها يتحول الحلم لسجن.. ألم نري أباء أن يغتالوا أولادهم نفسيا بسبب الضغوط التي يصنعوها نحوهم لكي يحققوا احلامهم من نجاح وتفوق جعلوا مقياسه هو الآخرين.. ولا يقبلوهم إلا لو كانوا ناجحين متفوقين، فيخلقون جيلاً من عريضاً من الفاشلين، وقلة من الناجحين المتكبرين المتنافسين؟ العجيب، أن الأحلام التنافسية التي نجري فيها لا تشبعنا على الإطلاق.. واقعنا يقر بهذا، والمنافسة لا تنتهي بل تبقي للأبد، ودائما هناك أفضل وبالتالي دائما انا غير راضي، وعيني علي ما حققه الآخر حتي لو انا لا احتاجه، وفاقد لتمييز احتياجاتي وسط تلك الآجواء. اعتقد ان الله لم يخلقنا في الأصل لنتنافس بل لنتكامل، لقد خلق الله لكل منا مسار وخطة واحلام ومواهب لا تعارض ولا تضارب مع الآخر فيها، بل هي تنسجم وتتكامل بطريقة مبهرة، كمجموعة عازفين موهوبين ليعزفوا لحنا فريداً، يتكاملون فيه معا في هدوء وانسجام وتوافق بديع يفرح القلب ويشبع النفس ويعطي قيمة. لكننا قررنا أن يركز كل واحد على الألة الموسيقية التي يعزفها ويحاول أن يعزف لحناً أعلي وأحسن من الآخرين، فقام الكل بالعزف بمفرده، وربما حاول البعض تحطيم آلة أخيه، وآخر أكثر دهاء قطع الكهرباء عن آلة أخ اخر، وانقسم الناس لمشجعين ومتحزبين لكل واحد لعل صوته يعلو ويسحق الآخرين، وكانت النتيجة النهائية ضوضاء مقيتة وجو مشحون، وبدلا من أن تكون القاعة مكان هادئ، صارت جحيما، فقد العازفين متعة آدائهم معا، والأكثر إيلاماً، أن هؤلاء المشجعين والمتعصبين لو سمعوا اللحن المبدع، لاكتشفوا أنهم أيضاً عازفين، ولصار اللحن أكثر روعة! ولكن كذلك العالم حولنا، صراع تنافسي تتوه فيه كل روعة وجمال. وحين يفتح الله اعيننا وتنكشف تلك الحقيقة، تتوقف الأحلام التنافسية ونراها سراب، وتخرج للنور أحلام اخري، أحلام لا نشاهدها كمتفرجين ولا نتمناها ونحن بعيدين، بل احلاماً تخرج من أعماقنا ونصنعها بما فينا من مواهب وعطايا. أحلام تشبعنا لأنها بحسب تصميمينا ومغروسة في كياننا، وهي ترادف رسالتنا التي يعطيها لنا الله، ورسالتنا التي خلقنا الله لها لا يوجد بها تنافس لأنها ببساطة لا يستطيع شخص أن يفعلها في الكون سوانا، فلم يكن صدفة ان تكون بصمة الأصابع لا تتكرر في البشرية كلها، لكي يعطي لنا الله رسالة أن دوري لن يتكرر ولا يوجد مثله. وفي أجواء الهدوء والسكينة، يتحقق الحلم الفريد ببساطة ويسر، ويتبدل الصراع التنافسي العنيف لاكتشاف شخصي هادئ، ويكتشف كل منا دوره، الدور المتفرد الذي لا يحتاج لتنافس لأنه لن يفعله أحد سوك. وحينها سيفرح قلبي أن أكون مثمراُ وتهدأ نفسي في أن أكون مقلدًا متنافسًا، وأعلم أنني نافع لغيري وذو قيمة متفردة، وادرك قيمتي لا من منظور التنافس والمقارنة ولا من منظور الأنانية والتوهم، بل من منظور الحقيقة الكائنة داخلي، حينها سأشبع وأشبع غيري، فالمروي هو أيضاً يُروي. لقد جاء المسيح في عالم مشوه ومتنافس لأجل إعادة تشكيل الحياة بتلك الصورة البديعة وتلك الروح المختلفة، فقام بإزالة كل تشوه في كل من يطلبوه ويقبلوه، وراح يعيد تشكيل كيانهم ويبث الحياة الحقيقية والمعني في نفوسهم، وينمي وعيهم وادركهم ليكون الجميع واحد يكملون بعضاً في وحدة وتناغم وتفرد تنبع من عمله ومن حضوره فيهم، وبدونه وبدون عمله يبقي الإنسان رغماً عن أنفه مستعبدا من دائرة التنافس واعمي عن رسالته وتفرده ومتغرب عن الحياة الحقيقية المدفونة فيه. العالم مملوء بسباقات التنافس، وكل ما حولنا يصرخ به، فهل نفيق ونحيا إنسانيتنا ولا يحيا العالم فينا، هل نقبل عمل المسيح الي هو الطريق الوحيد لتلك الحياة؟ لكي على مستوانا الفردي نكتشف دورنا وإنسانيتنا، ثم ننمو سوياً في دور متفرد متميز وسط العالم؟ الكاتب / رومانى جوزيف
مع أن هناك ملايين الناس خارج أسوار الكنيسة يتضورون جوعاً، إلا أنهم سئموا وشعروا بالتخمة الكاذبة من البرامج التي وضعها الإنسان ليساعد نفسه ويتقدم ذاتياً داخل الكنائس.
لا تكن قليل السمع لئلا تكون وعاء لجميع الشرور.
برنامج ادارة مدارس الاحد
خريطه البرامج
أعياد ميلاد أسرة راديو المسيح اليوم